الخميس، 4 سبتمبر 2014

امل رغم الألم ....(قصة قصيرة ) ...الجزء الاول



على غرار مع حدث في ثورة 17 فبراير من حرب ظلت هناك ذكريات تخنقنا نكتفي بكتمانها كي لا نرى نظرة شفقة من اخرين فيرى الجميع الاسى على اوجهنا كما هو في قلوبنا ....


كافتيريا الهندسة  2004 

يجلس في اول طاولة بها رضوان يحادث احدهم بصوت عال (كيف حالك يابرو ...) ويرد عليه ( بخير يا خونا مدامك بخير....) رضوان اصغر اخوته المدلل بينهم الجميع تزوج سواه ، والدته تراه عيناها ، واباه كذلك ، خفيف الظل ، يدرس بالهندسة المعمارية لديه محمد رفيق الطفوله وكذلك زميل الدراسة ، وصديقتان تدرسان معه فاطمة ،وبسمه ، كان يقول انهما اختاه ، كبقية  الشباب يدرس ومابين المحاضرات يجلس  في كافتيريا الهندسة يملأ الدنيا ضحكا كعادته ،لايدخن ، لايشرب القهوة ، خلوق ، ومتواضع جدا، عينياه خضراوين اقرب للصفرة لامعتين تجعل كل من ينظر له يعجب بعينيه.
في الجانب الاخر تجلس اميمة صديقة بسمة وفاطمه متعجرفة مغرورة هكذا يقول عنها الكثير يطلبون ان يقتربوا منها ولكنها بكل تعال تقول ( انا نشبح لهذا ..هذا ما ناقصني ) صوتها به بحة لافته متميزة عن الاخريات لذكائها في الدراسة تدرس بقسم المدنية حيث نسبة الرجال اكثر بكثير من النساء فوجدت نفسها وحيدة فهي دخلت الفصل الذي في منتصف السنة لظروف عائلية  ولم يكن معها زميلات فالاخريات دخلن قبلها في الفصل الماضي .
جاءت فاطمة وبسمه سلمن على رضوان وجئن لأميمة لتقول لهن لا ادري كيف تحادثونه وهو ثقيل الدم صحيح لديه عينان جذابتان لكنه غير مريح فتضحك فاطمه لترد وهو ايضا يقول عنك ما تقولين فتبتسم ببراءة وتقول  القلوب عند بعضها))
في يوم ما وفي نفس المشهد اميمة جالسة في الزاوية تنتظر رفيقتاها يدخل رضوان فلم يجد مكانا ليجلس به فقال ساذهب لها معها طفلة اخت صديقتها نجوى جاء فقال لها ( ربي يصون ..نقدر نقعد هنايا شويه لين تفضى داهش من المحاضرة وجيعان ومالقيتش وين نقعد)
تذكرت ما قالته رفيقتاها فقالت في نفسها ( مسكين كان مش داهش بالحق شن جيبه يقعد جنب وحده ما يطيقهاش ) فابتسمت له وقالت تفضل ، وتبعثر رضوان في تفاصيل تلك الابتسامة.
الطفلة التي بجانبها لفت نظرها لون عينيه فسألته ببراءة اطفال ( عيونك عدسات والا ..؟) فضحك وضحكت اميمة فقال لها ان اردت اقتلعتهم لك ، فقال اتأكلان شيئا فردت شكرا فأتى بما ياكل هو والطفلة وكانت اميمة منشغلة في مسألة ما تشغل بالها وتسترق النظر اليه كما ينظر هو لها احيانا عندما يجدها منهمكة في الكتب ، في لجظة دخلت فاطمة لتجدهما فسلمت وقالت ( شن لمكم على بعض ) وهي تضحك فانحرج كلاهما واكملا الحديث وكأن شيئا لم يحدث.
تكررالمشهد بالعكس رضوان جالس واميمه تأتي عن بعد فيشير لها ان تأتي لتجلس بجانبه ، فاصبحت اللقاءات شبه يومية مع كلام يكاد يكون معدوم الا في حضور رفيقتيهما.
يوما ما سألها ماذا تحب؟ والى ما تستمع ؟ اسئلة طبيعيه لبداية اهتمام رغم التعجرف ورغم انهما كانا لايطيقان بعضهما.
مرت الايام واصبحت مساحة الحديث اكثر بينهما اصبحا يبحثان عن بعضهما ويختلقان الفرص ليلتقيا ، وفي الجانب الاخر لاتنام اميمة حتى تتذكر كلامه والعكس.
تسأل نفسها اهي قصة حب ام ماذا ؟ ما هذا الذي انا به؟ ايعقل انني سأحبه ام انني ارتحت له كصديق ليس الا لكنها تقول سأعيش اللحظة ، تسألها فاطمة ما بها ، ولكنها تؤكد لها انها لازالت بخير لم تقع في غرامه بعد
في الجانب الاخر يروي رضوان لرفيقه محمد عن كل تفاصيل يومه معها اجل انه يحبها رغم غرورها ورغم كل شئ يراها ليست كبقية النساء يراها انثاه التي سيكمل حياتها معه رغم تحفظ محمد عليها يقول له صدقني انت تستحق افضل بكثير منها فهي تحادث ذلك وتدرس مع هذا وتبتسم فيبرر له انها تدرس معهم لذكائها واهتمامها بالدراسة ليس الا فيقول لا يا رضوان لو كانت تحبك لن تحادث احدا غيرك حتى لو كانت تدرس معهم هكذا نظرة الرجال ، بات محمد يحقد عليها لأنها سلبته عقله وقلبه ولا يريد احدا ان يحادثها بسوء، هام بها وازداد اهتمامه وبات ينتظر كل صباح حتى يأتي للجامعة ويراها .





يونيو  2004 

اقتراب نهاية الفصل الدراسي كانت اميمة منهمكة في الدراسة في احد القاعات شئ ما قال لها التفتي هناك من ينظر لك ، التفتت وجدته رضوان يبتسم لها فابتسمت واقترب ، قال لها كل سنة وانت بخير فتعجبت فاليوم عيد مولدها ولم تذكر له هذا قط ، اهتمامه جعله يسأل فاطمة عن ذلك فابتسمت بفرح للمفاجأة ووضع كيس الهدايا على طاولتها قالت له ما هذا ؟ تعجبت فقال لها لا شئ مهم افتحيه ان شئت ،
وجدته دمية على هيئة دب ومعها كرت قرأت ما بداخله ( كل عام وانت حبيبتي، اما حان ان تحبيني ) فاحمر وجهها خجلا وابتسمت ، فقال لها اعتبرها ابتسامة رضا فأومأت برأسها على ذلك ، فجلس بجانبها وهي تدرس وهو يرى ارتعاش يديها وتوثرها وهي ممسكة لقلمها لوجودها بجانبه ، كان اجمل ايام حياتها كما تقول ، جاءت فاطمة فروت لها ما حصل وسألتها اتحبينه ؟ فقالت اكذب عليك ان قلت لا فأنا لا افكر الا به ، ابتسمت فاطمة داعية الله ان يقرب بينهما بالخير.
مرت ايام والامتحانات اقتربت وكانت اميمة لا تريد ان يلهيها رضوان عن الدراسة فخففت من لقائها به طوال الوقت الى بضع دقائق،
مر يومان لم يأت فهو ذاهب الى مصراته مسقط رأسه لمناسبة هناك وقال لها انه سيرجع الاحد ، صادف الاحد نهاية محاضرات له في مادة ما ، فلم تتوقع انه سيترك المحاضرة استغلت الوقت ووجدت ثلاثة طلبه لديهم امتحان في اليوم التالي وهناك مسائل تستحق الدراسة فجلست معهم وبدأوا في الدراسة ، اتى رضوان الى الجامعة فقال لن احضر محاضرتي الاخيرة ساذهب لاميمة لاراها فانا اشتقت لها كثيرا وهي لا تدري ، دخل للكافيتيريا وجد مذكرتها على الطاولة فقال لابد انها ستأتي مضى الوقت فلم تأتي تأخرت قال سأذهب لأراها داخل لقسم المدنية فوجدها مع ثلاثة طلبة تدرس وهو ورائها ولم تلاحظ وجوده تضايق واسرها في نفسه ورجع للكافتيريا وهو تشتاط غيرة فأخذ مذكرتها وكتب لها ( كسدت في الكليه ...فتت محاضرة الهندسة الوصفية.....نحساب العزيز يراجي فيا ...لقيته مع ثلاثة في المدنية...مشيت بنقوللها نبيك شويه ...لكن نفسي وخاطري عزن عليا...) وخرج للبيت ، اكملت دراستها حسب موعد انتهاء محاضرته ذهبت للكافتيريا تظن انه سيأتي ،فجاءت احداهن لتسلم عليها فقالت لها رضوان كان هذا وجدته وكأنه يكتب في مذكرتك وذهبت ، فتحت مذكرتها قرأت كلماته فرحت كثيرا لأنه يغار وكذلك قالت في نفسها هو يدري انني ادرس مع الشباب لما الان كشف لي انه لا يعجبه هذا ، اذا ستبدأ المشاكل بيننا ، رجعت للبيت وهي تفكر كيف ستصالحه وهي تدري انها لن تستطيع ان تعده بأنها لن تحادث احدهم فكل زملائها شباب ، رجع للبيت وجد محمد فرصة لكي يقول لرضوان لو كانت تحبك ما حادثهم حتى للدراسة ، لو كانت تحبك لما تركتك وهي تدري انك ستأتي ، لوكانت تحبك لوجدتها تنتظرك ، ورضوان يقول له انها تدرس لازال يلتمس لها الاعذار فهو يقول احبها واغار وادري انها تدرس وتحادثهم للدراسة فقط.
جاء الصباح لم تنم اميمة ولم ينم رضوان لا وجود للهواتف النقالة لم تكن هناك وسيلة للاتصال، هو كان يمتلك محمولا وهي لا تمتلك لم تكن شركة ليبيانا موجودة ذلك الحين ، اتت في الصباح الباكر ودخلت الكافتيريا وجدت اغنية لفيروز ( حبيتك تنسيت النوم يا خوفي تنساني .....) وكانت تدندن معها ، واذا برضوان يدخل الكافتيريا ويكمل ما تقوله فيروز لها (يا خوفي ابقى حبك بالايام اللي جايه ..واتهرب من نسيانك ما اطلع بمرايه) وضحكا كثيرا فقال لها صباحك ياسمين فردت وانت كذلك ولكن من قال اني احب الياسمين فقال لها الحدس فوضع لها مافي قبضته من ياسمين ففرحت كثيرا ،
 فقالت له يبدو انك لم تنم البارحة فقال لها ان انت خلدت للنوم فأنا كذلك، فابتسمت فتجاذبا اطراف الحديث وكأنهما لم يحدث بينهما شئ في اليوم الماضي ، كان النقاء واضح في حب رضوان لها ، على عكسها فقد كانت تسأل نفسها دائما عن نهاية مما بينهما ما سيكون؟..استجمعت قواها في اخر يوم للامتحانات حيث انها ستبقى ثلاثة اشهر لن تراه سألته ماذا انا بالنسبة لك؟ فقال حبيبتي ، فقالت له والنهاية ؟ فقال لها كما سيكتبها لنا القدر، تلك الاجابه جعلتها تفكر كثيرا فيما سيحدث معهما ربما هو سيتسلى وجد رفيقة لتخفف عنه عناء سنوات الدراسة هكذا شعرت.





نهاية سبتمبر 2004


مرت ثلاثة اشهر وتفكر بهما اميمة ماذا ستفعل فبعد اسبوع ستبدأ الدراسة فاقنعت نفسها ان من ترك شيئا في الحرام عوضه الله حلالا ان كان يريدني فليتقدم لي ولكن انا ساذهب فاقطع علاقتي به نهائيا ، ذهبت للجامعه صباح يوم الاحد وهي عاقدة العزم على انه ان اتاها ستقول له انه الفراق لن احادثك ثانية بالخفاء عن اهلي ان اردتني فبالحلال ، دخلت للقسم قامت بتجديد قيدها وهي خارجه احد زملائها اتصل برضوان ليقول له ان اميمة بالجامعه جاء مسرعا هو سراج ابن خالته الذي مل حديث رضوان عن اميمة دخل عندما اكملت جاءها وكله شوق فقابلته بكل برود قال لها اشتقت لك قالت شكرا قالت اريدك بموضوع لا استطيع ان مكالمتك خفاءا عن اهلي فقال لها نحن لازلنا ندرس فقالت وان يكن لن اطلب منك شئ سوى ان تحادثهم بانك تريدني فقال لها لازلنا بالسنة الثانية انتظري فقالت له اذا انه الفراق دون ان تسمح له ان يبرر لها او ما كان يخطط وذهبت ، خرج مسرعا ومعه سراج ولم يرى اول عمود انارة فاصطدم به  فانقلبت السيارة ، لم يحدث لسراج شئ ورضوان انقلب كتفه الايمن فحدث له كسور مضاعفه لم تعالج الا بزرع بلاتين على طول كتفه الايمن حتى مرفقه، كانت اميمة بالجامعه سمعت ضجيج ان احد الطلبة اصيب في حادث سيارة لم تكن تدري انه رضوان روت لها احداهن ان الذي اصيب بالحادث كان مسرعا ونقل للمستشفى وهو في حالة اغماء ، لم تكن تدري انه رضوان ولم تخمن ، بعدها بقليل كانت خارجة فوجدت محمد صديق رضوان اقبل عليها بكل غل وهو يقول لها ماذا قلت له ان حدث له شئ فانت السبب ، وهي لا تعي ما يقول فقالت له ماذا قال لها لوكنت ادري انك ستقولين له شيئا يغضبه ما اتصلت به وما تركته يأتي ليخرج من الجامعة في سيارة اسعاف فشهقت فقالت له ، رضوان من اصيب؟ وبكت بهلوسة وتذكرت كل شئ بينهما وتذكرت ما قالت له وخرجت من الجامعه وهي تحاكي نفسها وصوت محمد يرن في اذنها لن اسامحك ابدا على ما فعلت،دخلت البيت الكل لاحظ الكل يسأل ما بها ، الكل يسأل لما البكاء ، لما الانهيار ، لم تقوى على الحديث ، تذكرت ان لديه هاتف لكنها لا تمتلك  رقمه لأنها كانت شبه يائسة ان تحادثه فهي لا تمتك محمولا ، لم تمتلك رقمه وهي تشغفه حبا ايعقل هذا ؟ كانت تنتظر الصباح ،فجاء الصباح وكانت اطول ليلة ذهبت فوقفت امام البوابة تنتظر اي احد من اصدقائه لتسأله عن رقمه رغم غباء الموقف الا انها لم تبالي والكل كان يعرف كم يحب رضوان اميمة ، جاء احدهم كانت تراه ولازالت ثقيل الدم صبحت عليه لاول مرة في حياتها فسألته عن رضوان فقال له البارحة خضع لعملية لتثبيت الكتف بالبلاتين فاوشكت على البكاء فقالت له اريد رقم هاتفه فسخر منها وضحك عليها فقالت له لم تسخر مني لا امتلك هاتفا لما سامتلك رقمه فاتصل هو به وقال له هناك من يريد محادثتك وكان يمزح بطريقة وجدتها مستفزة ولكن صبرت لاجل رضوان فقال له رضوان من فقال له خذ وانت تعرف ، ردت ببحة صوتها التي يعشقها وصوت شجي حزين (كيف حالك) ..رد عليها ( اه ..هذا وين ارتحت )



يتبع


هناك تعليق واحد: